تحية لهذا الرجل نحترمه ونؤيده تماما ونتمنى أن نكونه

 تحية لهذا الرجل” كلمة صنع الله ابراهيم التي رفض بها أن يتم احتوائه “
    لست قادراً على مجاراة الدكتور جابر عصفور في قدرته على الارتجال ولهذا فقد سطرت بسرعة كلمة قصيرة أعبر بها عن مشاعري.

وصدقوني

    إذا قلت إني لم أتوقع أبداً هذا التكريم كما أني لم أسع يوماً للحصول عليه فهناك من هم أجدر مني به، بعضهم لم يعد بيننا مثل غالب هلسا الأردني وعبد الحكيم قاسم المصري ومطيع دماج اليمني وعبد العزيز مشري السعودي وهاني الراغب السوري والبعض الآخر مازال يمتعنا بإبداعه مثل الطاهر وطار وإدوارد الخراط وإبراهيم الكوني ومحمد البساطي وسحر خليفة وبهاء طاهر ورضوى عاشور وحنا مينة وجمال الغيطاني وإلياس خوري وإبراهيم أصلان وجميل عطية إبراهيم وخيري شلبي وفؤاد التكرلي وخيري الذهبي وكثيرين غيرهم. لقد جرى اختياري من قبل أساتذة أجلاء ورواد للإبداع يمثلون الأمة التي أصبح حاضرها ومستقبلها في مهب الريح وعلى رأسهم أستاذي محمود أمين العالم الذي زاملته في السجن وتعلمت على يديه وأيدي رفاقه قيم الوطنية الحقة والعدالة والتقدم. وهذا الاختيار يثبت أن العمل الجاد المثابر يجد التقدير المناسب دون ما حاجة إلى علاقات عامة أو تنازلات مبدئية أو مداهنة للمؤسسة الرسمية التي حرصت دائماً على الابتعاد عنها.
    على أن لهذا الاختيار قيمة أخرى هامة، فهو يمثل تقويما لمنهج في الإبداع اشتبك دائماً مع الهموم الآنية للفرد والوطن والأمة.
    إنه قدر الكاتب العربي فليس بوسعه أن يتجاهل ما يجري من حوله وأن يغض الطرف عن المهانة التي تتعرض لها الأمة من المحيط للخليج وعن القهر والفساد وعن العربدة الإسرائيلية والاحتلال الأمريكي والتواطؤ المزري للأنظمة والحكومات العربية في كل ما يحدث. في هذه اللحظة التي نجتمع فيها هنا تجتاح القوات الإسرائيلية ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وتقتل النساء الحوامل والأطفال وتشرد الآلاف وتنفذ بدقة منهجية واضحة خطة لإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه لكن

العواصم العربية تستقبل زعماء إسرائيل بالأحضان وعلى بعد خطوات من هنا يقيم السفير الإسرائيلي في طمأنينة وعلى بعد خطوات أخرى يحتل السفير الأمريكي حياً بأكمله بينما ينتشر جنوده في كل ركن من أركان الوطن الذي كان عربياً.

    ولا يراودني شك في أن كل مصري هنا يدرك حجم الكارثة المحيقة بوطننا وهي لا تقتصر على التهديد العسكري الإسرائيلي الفعلي لحدودنا الشرقية ولا على الإملاءات الأمريكية وعلى العجز الذي يتبدى في سياسة حكومتنا الخارجية إنما تمتد إلى كل مناحي حياتنا. لم يعد لدينا مسرح أو سينما أو بحث علمي أو تعليم لدينا فقط مهرجانات ومؤتمرات وصندوق أكاذيب لم تعد لدينا صناعة أو زراعة أو صحة أو تعليم أو عدل. تفشى الفساد والنهب ومن يعترض يتعرض للامتهان وللضرب والتعذيب.انتزعت القلة المستغلة منا الروح في الواقع المرعب

وفى ظل هذا الواقع لا يستطيع الكاتب أن يغمض عينيه أو يصمت لا يستطيع أن يتخلى عن مسؤوليته.

    لن أطالبكم بإصدار بيان يستنكر ويشجب فلم يعد هذا يجدي لن أطالبكم بشيء فأنتم أدرى مني بما يجب عمله. كل ما أستطيعه هو أن

أشكر مرة أخرى أساتذتي الأجلاء الذين شرفوني باختياري للجائزة وأعلن اعتذاري عن عدم قبولها لأنها صادرة عن حكومة لا تملك في نظري مصداقية منحها

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *