نصائح قانونية مفيدة: عن السجن ، الترحيلات ، والشيئ لزوم الشيئ ، في الايام السودة “الجزء الثاني “

                                          الجزء الثانينصائح قانونية مفيدة: عن السجن ، الترحيلات ، والشيئ لزوم الشيئ ، في الايام السودة

زنزانتي لو أضيق، أنا من ورا السجان.. في العتمة بتشعلق، حتى على الدخان ،،، الأبنودي

 فيهذه  الايام ، السجن إليكم اقرب من حبل الوريد ، لزا لزم التنوية ، والاحتياط واجب .

هذه النصائح تعتمد في أغلبها على خبرة السجن حتى عام 2010 ، وجزء منها حتى عام 2014 ، سواء كمحامي  أو سجين قانوني أو غير قانوني ، يعني مختطف ومحتجز بشكل غير قانوني.

والكثير من الممارسات القديمة رجعت ، الداخلية لم يتم اصلاحها ، وربنا يقطع لهم كل عادة ،،،، سيئة.

 لنبدأ

أولا: سيارة الترحيلات

سواء  رايح النيابة أو السجن ، او معسكر الامن أو القسم ، او راجع منهم .

فسيارة الترحيلات هي وسيلة التنقل والنقل.

فما هي سيارة الترحيلات؟

هناك أكثر من نوع من سيارة الترحيلات ، اهمهم نوعين:

1-      الترحيلات العادية ،وهي الاهم ووسيلة امثالك وامثالي ، وهي سيارة نقل كبيرة عبارة عن صندوق من الحديد مزود بباب خلفي يغلق من الخارج بقفل ، ولها فتحات تهوية صغيرة حوالي 30سم في 30سم في كل جانب ، عليها قضبان وسلك ، بعض سيارات الترحيلات مزود بمقاعد خشبية ” دكة أو كنب ” وبعض الترحيلات ليس بها اي شيئ سوى الحديد ، الجدران والأرضية والسقف وليس بها اي شيئ تمسك به أو تجلس عليه ، ويا سوء حظك لو تم ترحيلك فيها في الصيف .

لذلك احرص أن يكون معك أو حاول الحصول على قطعة كرتون  تجلس عليها ، ولو وصلت انك تشتريها ، والعسكري اللي موجود حيعرف يساعد لو اتفاهمت معاه.، ولو كنت قرأت الجزء الأول من النصائح ، ستتذكر أني نصحتك تكون لابس ملابس مريحة .

2-      الميكروباص ، وهي سيارة ميكروباص مجهزة كترحيلات ، بعضها مكيف وكأنها سياحية ، صحيح القانون والدستور بيتكلم عن المساواة ، لكن ، وعلى الاقل خلال الـ 28 سنة الماضية ، لم ارى معارضا للنظام تم ترحيلة بهذه السيارات ” ومش كل السجناء معارضين ، بل أن بعضهم ابن النظام أو  زي اخوه” ، وعلى كل حال  من يتم ترحيلهم بهذه السيارة ، ليسوا بحاجة لهذه  النصائح اصلا ولا لقراءتها .

ثانيا : السجن

وجودك في السجن ليس معناه أنك سجين ، بل قد تكون محبوس احتياطي أو معتقل أو سجين بمعنى محكوم عليك بالسجن أو الحبس.

قانونا مفيش معتقلين بمصر الان كنتيجة لعدم فرض حالة الطوارئ ، اذا نحن نتحدث عن المسجون والمحبوس احتياطيا.

المحبوس الاحتياطي ، يرتدي ملابس بيضاء ، سواء الملابس التي يسلمها لك السجن أو التي تحضرها أنت او اقربائك أو اصدقائك من الخارج ، وفي كل الاحوال ، لا تتضمن أي ألوان اخرى ، بيضاء وفقط ،، واشهرها الترينج الابيض .

السجين “المحكوم عليه” يرتدي ملابس زرقاء ، ونفس الشيئ إما بدلة السجن أو التي تأتيك من الخارج ، وايضا لا يدخلها أي لون اخر.

أنت بحاجة لبعض الأشياء الضرورية والتي لا غنى لك عنها داخل السجن، بمعنى أنها البنية الأساسية منها :

·          السجائر ، وهي وسيلة التعامل في السجن ” فلوس السجن” كله بالسجائر ، بيع وشراء واستبدال وهدايا ومنح و “فردة” وعربون محبة ،وأجر لمن يعمل  ،،،  واللي معاه سيجارة يساوي سيجارة.

·         بطاطين ، نظريا ، السجن بيصرف لك 3 بطاطين ، لكن عمليا إما حتشتريهم أو تحضرهم من الخارج عبر اقربائك واصدقائك ، واحد تنام عليها ، وواحد تعملها مخدة والثالثة تتغطى بها ، وفي غير مواعيد النوم ، تستعمل كغرفة معيشة أو صالون لقعدات السمر و بث الهموم ، وحين تستقبل زائر من عنبر أخر ، وفي بعض السجون حين تأتيك زيارة تأخذها معك لتجلس عليها أنت وزائريك ، لان الزيارة تتم في بعض السجون على الارض.

·         مفرش أو “ملاءة سرير” تفرشها فوق البطانية أو تتغطى بها في الصيف أو تطبقها فوق المخدة أو تستظل بها من الشمس لما تدخل من الشبابيك ، وفي احيان تستعملها كصرة لملابسك وأغراضك لما تتنقل من سجن لأخر أو من عنبر لأخر .

·         شبشب ، ويفضل بلاستيك أو إسفنج ، ايا كان نوعه وثمنه ، ممكن تلبس معاه شراب ، وممكن لأ ، لكن المهم أنه ضروري واسهل في الحركة .

·         المناديل القماش !! فيه ناس كتير نسيت المناديل القماش ،لكنها مهمة جدا في السجن ، فهي فوطة سريعة وبسيطة ، وهي ناموسية تلقيها على وجهك وقت النوم هربا من الناموس ، وهي مرطب للجو في الحر ” ترطب المنديل ، وتمسح به وجهك كل شويه” ، وممكن تضعه على البطانية المخدة ، ليكون اكثر راحة من صوف البطانية ، وهو وسيلة ربط الجروح السريعة “لا قدر الله” قبل الحصول على العلاج .

·         المناشف ” الفوط” ولا حاجة لتوضيح اهميتها.

·         النقود ، تضعها في أمانات السجن أو في الكانتين ، لشراء ما يلزم ، وسوف يلزمك بكل تأكيد، ولا تفكر في تهريب أو اخفاء أي قرش داخل السجن ، لانه سيصادر وقد يكون سبب لطمع السجناء أو بعض معدومي الضمير من الضباط أو رجال الشرطة الاخرين.

ثالثا: كيف تتعامل داخل السجن ؟

ليس السجن هو الاصعب ، لكن أن تكون في سجن داخل السجن ، كيف؟

ان يقيد أحد مساحتك المحدودة والمقيدة اصلا داخل السجن ، بمعنى أن يجبرك على فعل أو عدم فعل شيئ أو أن يراقبك ويتلصص عليك أحد ، مثلا : ان يكون احدهم دائم الشكوى أو السؤال بمذلة وانكسار عن ، هل سنخرج قريبا؟ والله أنا برئ ، أو التذلل للسجانين ، او دائم الانتقاد والنميمة وابلاغك باسرار أخرين لا ترغب في سماعها ، أن يتعالى عليك أي سجين أخر ، أن يكون هناك من هو دائم اصدار الأوامر ، الانخراط في الشللية والنميمة ،،،،،، هذه بعض المنغصات في السجن بأيامه ولياليه الطويلة ، لا تحب ان يمارسها ضدك أحد ، فلا تمارسها ضد أحد ، الكل في السجن سجناء ، بغض النظر عن الاسباب والخلفيات ، الصراع أو التناحر بالخارج ، لكن بالداخل قد يكون الافضل ان يسهل الجميع لبعضهم ظروف السجن ، وهذا لا يخل ابدا بمبادئهم أو تمسكهم بافكارهم.

 التعامل مع السجناء :

السجناء الجنائيين:-

باعتبارك سجين سياسي ، سواء اعترفت أو لم تعترف بذلك الحكومة والداخلية والقضاء ، فأنت سجين سياسي ، وفي السجن نفسه سيتعاملون معك غالبا أنك سجين سياسي ” بتاع مظاهرات ، بتاع منشورات، بتاع صحافة ،بتاع تنظيمات ،،، إلخ “

عادة وفي الحبسات ذات الاعداد الكبيرة ، يكون السياسيين وحدهم والجنائيين وحدهم ، لكن اذا حصل وكنت وحدك أو ضمن حبسة بسيطة ، فقد تسجن في عنبر أو زنزانة مع جنائيين ، تذكر أن هذا السجين الجنائي هو سجين مثلك ، ويدفع الثمن ، وممكن يكون برئ ، وفي كل الاحوال الانسان عادة ابن ظروفه ، إحسن التعامل معه ، ولا تتعالى عليه ، بل إن التواصل معه وسماعه وتبادل السجائر معه ان كنت أو كان هو مدخن ، يفتح لك الكثير من الابواب في عالم  السجن ، لان العادة ان الضباط والسجانين يكونوا منفتحين مع الجنائيين اكثر ، وبالتالي لديه اخبار ومعلومات وعلاقات إن لم تفيدك ، فلن تضرك.

وكثيرا ما سيسألوك عن قضاياهم وموقفهم بها ، احذر ان تحبطهم ، بل بث الامل في نفوسهم ، يعني دائما ابلغهم ما يطمئنهم وأنهم إن شاء الله حيخرجوا قريب ، هذه الكلمات لها مفعول السحر لهم ، وتجعلهم يحبونك.

السجناء السياسيين :-

تعامل قدر الامكان أن الظروف سمحت لك بالتقرب من مجموعات سياسية أو ناس لهم خلفيات تعارضها أو لا تؤيدها ، فهي فرصة للفهم والحوار والنقاش سواء لتعرف أو ليعرفوا عنك وعن افكارك.

السجن ليس المكان المناسب للتناحر أو الخلافات أو الشجار ، انتم جميعا سجناء ، والافضل ان تكون علاقتك بمن حولك طيبة ، ليسهل مرور الايام ، بدلا من أن يزيدها الشجار والعلاقات السيئة طولا ومللا.

أو عل الاقل ، اجتنب من يصعب عليك التواصل معه.

(وتذكر دائما ، بعض السياسيين والجنائيين يتم تجنيدهم للتجسس على باقي السجناء) فحرٌص ولا تخٌون.

 ضباط السجن :

الخبرة تقول أن الضابط ذو الزي الميري افضل في التعامل ، لانه غالبا بيكون تعامل “ميري” وهذا بافتراض أنك عايز حقك وحتلتزم بواجباتك.

كل سجن به ضابط مباحث ، رغم ابتعاد ضباط أمن الدولة عن السجون بعد الثورة ن لكنهم عادوا مرة أخرى الان ، وكلاهما “ضابط المباحث وضابط أمن الدولة” هما الحاكم الآمر في السجن ، فنظريا المأمور هو صاحب الكلمة العليا ، لكن عمليا هما “وخاصة ضابط امن الدولة” هو صاحب الكلمة الاقوى.

هم ليسوا اصدقائك ، وعادة ليسوا السبب في سجنك ، تعامل معهم باحترام ولا ترفع التكليف مهما حصل.
لا تكن ضعيفا أو لحوح في السؤال حول الزيارة أو الافراج أو طلبات خاصة ، فهذا لو حدث سيفقدهم احترامهم لك ،ويجعلك ضمن من يصنفوه ” عيل أو مسجون خرع ” والناس لا تحب الشخص الضعيف حتى لو كان برئ.

السجانين ” الامناء والجنود ، والصولات”

هؤلاء هم مفاتيح أي سجن وسبيل الأيام التعيسة أو الطيبة في السجن.

لا يد لهم على الاطلاق في سجنك ، ولا يمتلكون من امرك شيئا ، فأنت مجرد “امانة” لديهم ، لكنهم الاكثر تعاملا وتواصلا مع أي سجين.

لا تكون لحوحا أو تتصور ان حكايتك المؤثرة قد ينتج عنها أنك ستخرج ، الخروج من السجن يأتي بقرار من النيابة أو أمن الدولة أو الداخلية. افهم ده.

لكنهم اذا احترموك ووجدوك صلبا ، سواء كنت خفيف الدم او جادا ، دون تعالي، سيخدمونك قدر استطاعتهم ، وهم يستطيعوا الكثير. والسجائر أو السؤال عن الاحوال بود تفتح الابواب للرغبة في أن يخدموك أو يسهلوا عليك ايام السجن. ويكفي أن غضبهم او رضاهم ، سينتج عنه السماح أو منع وجود السخان الكهربائي أو لمبة الكهرباء أو أدوات الطبخ ووصول الجرائد ، مثلا.

فما هم مدون بقانون السجون شيئ بما فيه من حقوق وواجبات ، وما يتم في السجون شيئ مختلف بدرجة كبيرة.

أخيرا : معلومات ونصائح عامة:

·         لك الحق في طابور الشمس يوميا خارج الزنزانة ، وتطول مدته أو تقصر حسب تفاوضك وعلاقتك بإدارة السجن.

·         لا تغلق باب التفاوض مع الادارة في اي امر ، خاصة اذا كنت وحدك أو عددكم قليل ، بل دع الباب مواربا ، فعادة يتم تغيير المود والجو بعد ايام من رفض شيئ أو طلب.

·         الاضراب سلاح فعال فلا تبتذله وتلجا اليه أو التهديد به في كل شاردة وواردة ، لكن ايضا اذا اضطررت له للحصول على مطلب قانوني ، فلا تتردد في القيام به ، لكن كن مستعدا وابلغ من يزوروك بموعده ، وكن قدر هذا القرار.

·         لا تحاول التعامل بالفلوس داخل السجن لأي سبب ، بل دائما دعها بالامانات ، او اطلب ممن يزورك أن يضعها في الكانتين ، لتحصل عبر قيمة البونات” يعني لما ازورك أو تزورني تتشتري لي بونات من الكانتين  بـ 200جنيه مثلا، دي تقدر تشتري بها ما تشاء من كانتين السجن.

·         أدوات المطبخ دائما من البلاستيك ” سكاكين ، معالق ، شوك ، أكواب ” والزيارة التي تصلك يتم تفتيشها دائما ، وعلب الحلاوة أو الجبنة الفيتا ، والفواكة هي الانسب للزيارة.

·         أنسب السجائر في السجن هي الكليوباترا والسوبر ، أما المستورد فحسب ظروفك وظروف من يزورك ،، وللاسف فالسجن عبارة عن مجتمع طبقي جدا ، لذلك فصاحب السجائر المستوردة ، هو شخص مميز.

·         هناك عمال من كل النوعيات داخل السجن ، بدءا من الكهربائي او الحلاق أو السباك أو أو ،، أغلبهم جنائيين ، وسوف يقدمون اي خدمة أو عمل لك بالسجائر ، فاجزل لهم العطاء ، ولا تبخل عليهم ، وحاول تبني علاقة تواصل بهم ، فهم كما يقال ” رويترز السجن” بيعرفوا كل صغيرة وكبيرة به. والمعلومة سلطة.

إنتهى الجزء الثاني ، وكما قلت هي مزج بين الخبرة والقانون ، قبل الثورة وبعدها ، وحاولت قد الامكان تبسيطها.

وفي النهاية فهو  اجتهاد ، اتمنى ان يفيد ، ولا تضطر للاستعانة به في هذه الايام السودة.

جمال عيد

محامي وسجين سابق ، وبتاع حكوك إنسان.

نصائح قانونية مفيدة ، في حالة القبض والتحقيق والسجن ! أيام سودة “الجزء الأول”

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *