ليلة القبض على الجبنة الـ نستو
“جبنه نستو يا كلاب يا خونة ، يا عملاء يا بتوع الامريكان”
بعنف هستيري صاح الشاب الاخواني”غالبا” أمام الكاميرا وهو يحمل علبة جبنة نستو كجزء من الأدلة على خيانة الشباب المعتصمين أمام قصر الاتحادية يوم الأربعاء الماضي ، عقب نجاحه ونجاح اخوانه من انصار الرئيس المدني المنتخب في فض اعتصام شباب المعارضة الرافضين للاعلان الدستوري ولاجراء الاستفتاء على دستور لا يرونه معبرا عنهم أو يمثلهم.
معركة دامت لساعات طويلة أسفرت عن نحو سبعة شهداء وأكثر من 600مصاب ، شهدها محيط قصر الرئاسة قبل ضبط علبة الجبنة النستو في خيام المعتصمين.
عدت لمنزلي سريعا وفتحت كل أرفف المطبخ والثلاجة ، فتشت في كل مكان في المنزل بحثا عن أي قطعة جبنة نستو ، فلم أجد سوى بعض بقايا جنبة بيضاء وقطعة جبنة رومي ، فلم افكر كثيرا ، وضعتها كلها في حقيبة بلاستيك ، وغادرت المنزل مرة أخرى لألقي بها بعيدا عن المنزل ، وأنا أفكر في بصماتي على الحقيبة كدليل على حيازتي للجبنة ، صحيح لم تكن جبنة نستو ، لكن من يعلم؟! فإذا كانت الجبنة النستو دليل عمالة لأمريكا ، فقط تكون الجبنة البيضاء دليل عمالة لليونان ، والجبنة الرومي دليل عمالة لقبرص!.
عدت للمنزل وأنا أفكر ، مصر في خطر ، المستقبل في خطر ، فأطفال مصر في الحواري والقصور ، أولاد الفقراء وأولاد الاغنياء ، أغلبهم يحمل في حقيبته المدرسية دليل عمالته لأمريكا ، بعضهم يتناول الجبنة النستو ، وبعضهم يتناول أنواع اخرى من الجبنة باعتبارهم مبتدئون ، وتحت الاختبار! وهؤلاء الاخيرين هم من ينبغى انقاذهم قبل الوصول لمرحلة الجبنة النستو.
لايمكن التعلل بحسن النية أو الجهل بقواعد الوطنية والانتماء ، فالوطنية واضحة ، والعمالة واضحة ،وبينهما قطعة جبنة، وقد يمكن التهاون في أي شيئ و اصلاح اي خطأ ، لكن تناول الجبنة النستو ، لا رجعة ولا تهاون عنه.
وطبقا لقواعد ميلشيات الاخوان المسلمين ، فلا فارق بين قطع الجنبة النستو ذات الشكل المربع وبين القطع ذات الشكل المثلث ، فكلها نستو ، والفارق فقط في درجة العمالة والترتيب الوظيفي.
الرئيس محمد مرسي رئيس منتخب ، وهو ممثل الشرعية في مصر ، لذلك فإن حماية الشرعية والدفاع عنها لا تقع على عاتق الجيش والشرطة فقط ، بل تقع على عاتق كل وطني في مصر ، من هنا ،فقد هب الآلاف دفاعا عن الشرعية والديمقراطية ضد المعتصمين أمام القصر من أنصار الجبنة النستو الذين يحاولون هدم الشرعية ورفض الاعلان الدستوري.
نجح أنصار الشرعية ، وقاموا بتطهير محيط القصر الرئاسي من كل قطع الجبنة النستو وكل العملاء ، نعم سقط سبعة شهداء ، ومئات من المصابين ، لكنها كانت معركة الوطنية والدفاع عن الشرعية وهي تستحق.
لم يقتصر الأمر على تطهير أتباع الجبنة النستو وفقط ، بل تم أسر بعضهم ، وعقابهم ، والجزاء دائما من جنس العمل ، السحل والتعذيب والاحتجاز كان مصير كل معتصم وكل حائز لقطعة جبنة ، اصبحوا عبرة لردع كل من يفكر في تناول جبنة نستو ، او خيانة الوطن ورفض الشرعية .
غادر الموطنون المخلصون ميدان القصر الرئاسي ، وقد علا صوتهم اندهاشا من هجوم بعض وسائل الاعلام عليهم ! هل أخطئوا بأن دافعوا عن الوطن والشرعية ضد أتباع الجبنة النستو؟ هل هذا جزائهم أن قطعوا مئات الاميال من كل محافظات مصر ليخلصوا القصر الرئاسي من القلة المندسة العميلة الذين تسلحوا بالجبنة ومعلبات الفول؟ هل بذلهم لجهد بدلا من وزارة الداخلية عبر اعتقال العملاء ، وتعذيبهم بدلا من جهاز أمن الدولة تكون هذا نتيجته؟ ألا يقدر هؤلاء الاعلاميين نبل جهادهم ضد الجبنة النستو ووقوع شهداء في هذه المعركة؟
لو كنت من المجاهدين ضد عملاء الجبنة النستو ، لاقتنعت أن الكارثة أكبر من ذلك ، فالجبنة النستو تبقى وسيلة ، والهدف النهائي كان الاعلان الدستوري ، فهؤلاء العملاء يرفضون الاستبداد ، ويروجون للديمقراطية وتناول الجبنة النستو!.
لذلك أدعوهم لمنع استيرادها ، وقد يتكفل تنظيم القاعدة بضرب كل مصانع الجبنة النستو في العالم.
نعم النستو ليست الحل.
جمال عيد
=============
ترجمة لمقال الديلي نيوز ايجيبت :
المنشور الاثنين 10ديمسبر 2012
http://dailynewsegypt.com/2012/12/09/from-the-other-side-6/
، بعنوان اصلي “ تسقط الجبنة النستو“